الثلث الأول من الحمل: دليلك الشامل للتغيرات والأعراض ونمو الجنين
اكتشفي أهم نصائح الثلث الأول من الحمل وتعرفي على علامات الحمل المبكرة، التغيرات الجسدية والنفسية، ونمو الجنين بالأشهر الأولى لضمان صحة مثالية لك ولطفلك.
الحمل
نفاس
12/16/2024


يعتبر الثلث الأول من الحمل مرحلة حاسمة، حيث تشهد الأم تغيرات كبيرة على الصعيدين الجسدي والنفسي، تشمل بعض التغيرات الجسدية الملحوظة مثل الغثيان، الحساسية تجاه الروائح، والإرهاق. بينما يبدأ الجنين في تشكيل أعضائه الأساسية وتكوين بنيته الجسدية. هذه التغيرات تستدعي اهتمامًا خاصًا من الأم لضمان نمو صحي للجنين والحفاظ على صحتها خلال هذه الفترة المهمة.
في هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على ما يحدث خلال الثلث الأول من الحمل، بما في ذلك التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي قد تواجهها الأم، وكيفية التعامل معها.
بداية رحلة الحمل: ما هو الثلث الأول من الحمل؟
يُقسّم الحمل (بالإنجليزية: Pregnancy) إلى ثلاث مراحل تُعرف بالثلث الأول، الثاني، والثالث، وتستمر كل منها لحوالي 13 أسبوعًا أو ما يقارب ثلاثة أشهر. يدوم الحمل الكامل نحو 40 أسبوعًا، أو بين تسعة إلى عشرة أشهر. ويتم تقييم نمو الجنين عادةً وفقًا للأسابيع، ويستمر الثلث الأول من الحمل حتى الأسبوع الثالث عشر.
يبدأ الحمل فعليًا في اليوم الأول من آخر دورة شهرية للمرأة، ويُعرف هذا بالعمر الحملي (بالإنجليزية: Gestational Age). عند حساب موعد الولادة المتوقع، يُضاف 40 أسبوعًا إلى هذا اليوم. لذلك، عندما تكتشف المرأة أنها حامل، تكون قد مضت على حملها حوالي أربعة أسابيع، وهو أمر قد يبدو محيرًا للبعض. ويُعتبر تقسيم الحمل إلى ثلاث مراحل أو أثلاث أمرًا مفيدًا لفهم التغيرات التي تطرأ على المرأة والجنين على مدار فترة الحمل.
التغيرات التي تطرأ على الحامل في الثلث الأول من الحمل
تشهد المرأة خلال الثلث الأول من الحمل العديد من التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تتطلب التكيف والدعم، ومن هذه التغيرات:
أهم التغيرات الجسدية خلال الثلث الأول من الحمل
تظهر علامات الحمل المبكرة على هيئة تقلبات مزاجية، غثيان صباحي، وزيادة في حساسية الثديين ، وهي من الأعراض الشائعة ,ويشهد جسم المرأة خلال الثلث الأول من الحمل تغيرات جسدية كبيرة لدعم نمو الجنين وحمايته. في هذه الفترة، تُفرز الهرمونات بشكل مكثف وتؤثر على جميع أجهزة الجسم تقريبًا. قد تلاحظ بعض النساء تضخم الغدد الثديية، مما يؤدي إلى زيادة حجم الثديين وزيادة حساسيتهما، وذلك نتيجة لزيادة مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون. ويُنصح بارتداء حمالة صدر داعمة لتخفيف هذا الشعور.
يُعتبر الغثيان الصباحي من أكثر الأعراض شيوعًا في الثلث الأول من الحمل، ويحدث نتيجة لارتفاع مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية، المعروف بهرمون الحمل (hCG). وقد يستمر هذا الغثيان على مدار اليوم، وليس فقط في الصباح. وعلى الرغم من أن الغثيان الصباحي قد يكون مزعجًا، إلا أنه عادةً لا يؤثر بشكل كبير على تغذية الأم أو الجنين.
بالإضافة إلى الغثيان، يبدأ الرحم في النمو تدريجيًا ويضغط على المثانة، مما يزيد من الحاجة إلى التبول بشكل متكرر. كما أن الضغط الناتج عن نمو الرحم يؤثر على المستقيم والأمعاء، مما قد يؤدي إلى حالات من الإمساك. وتعاني العديد من النساء في هذه الفترة أيضًا من الحموضة، وعسر الهضم، وزيادة الغازات.
يؤدي الحمل إلى زيادة حجم الدم بنسبة تتراوح بين 40% و50%، مما يساهم في زيادة ضخ الدم والدورة الدموية. هذا يؤدي إلى زيادة معدل النبض أثناء الحمل، وهذا التغيير ليس مجرد جزء طبيعي من الحمل بل هو أمر ضروري لضمان وصول الغذاء والأكسجين بشكل كافٍ إلى الجنين.
التغيرات النفسية والعاطفية في بداية الحمل: كيف تتعاملين معها؟
تتعدد التغيرات النفسية للحامل خلال الثلث الأول ,وتتسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الثلث الأول من الحمل في تقلبات مزاجية شبيهة بتلك التي تسبق الدورة الشهرية. قد تشمل هذه التقلبات مشاعر القلق، التوتر، أو حتى البكاء دون سبب واضح. تتفاوت هذه التغيرات من امرأة لأخرى؛ فقد تشعر بعض النساء بتقلبات شديدة في المزاج، بينما قد تكون هذه التغيرات أقل وضوحًا لدى أخريات.
يمكن أن يظهر الإرهاق الشديد على الحامل خلال هذه الفترة، نتيجة للضغوط الجسدية والنفسية التي يفرضها الحمل على جسم المرأة. ولهذا، قد تحتاج النساء إلى مزيد من الراحة والنوم لمواجهة هذا الإرهاق.
التغيرات الاجتماعية للحامل وأهمية الدعم الأسري في الثلث الأول
تشهد المرأة الحامل تغيرات اجتماعية خلال الثلث الأول من الحمل. قد تبدأ في مواجهة تحديات جديدة في علاقتها مع شريكها، الأسرة، والأصدقاء، خاصة مع ظهور أعراض الحمل المبكرة. قد تتطلب هذه الفترة دعمًا إضافيًا من الشريك والأشخاص المحيطين بالحامل للتكيف مع التغيرات الجديدة.
كما قد تشعر بعض النساء بالحاجة إلى تقليل مشاركتهن في الأنشطة الاجتماعية أو العمل، نتيجة الإرهاق أو الأعراض الجسدية التي قد تكون مرهقة. من جهة أخرى ، قد يشعرن بالحاجة إلى التواصل مع نساء أخريات مررن بتجربة الحمل للحصول على الدعم النفسي وتبادل الخبرات.
نمو الجنين في الثلث الأول: مراحل تطور دقيقة بالأسبوع


يتعرض الجنين خلال الثلث الأول من الحمل لعدة مراحل تطورية هامة تُحدد مسار نموه, ويتسم نمو الجنين في الأشهر الأولى بسرعته وبدء تكون الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين. تبدأ هذه المراحل من الأسبوع الأول حتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، حيث يتم تقسيمها كالتالي:
الأسابيع من 1 إلى 4: بداية تكوين الجنين والتغيرات المبكرة
يبدأ تكوين الهياكل الأساسية في الأسابيع الأولى من الحمل، والتي ستدعم الجنين طوال فترة نموه. في هذه الفترة، تتشكل مجموعة صغيرة من الخلايا التي ستتطور لتصبح جسم الجنين ودماغه، و دوائر تحدد مواقع العينين وبداية تكوين الفم. على الرغم من أهمية هذه التطورات، يبقى حجم الجنين في هذه المرحلة صغيرًا جدًا، أصغر من حبة الأرز.
الأسابيع من 5 إلى 8: تطور القلب والأعضاء الحيوية للجنين
يبدأ الجنين في هذه الفترة في تطوير أعضائه الرئيسية. يظهر القلب والرئتان والأذنان، وتبدأ الذراعان والساقان في التشكيل. في هذه المرحلة، تبدأ العظام في التكون ويصبح رأس الجنين كبيرًا نسبيًا مقارنة ببقية جسمه، مع بدء وضوح الملامح البشرية مثل تشكيل الفم والأنف. بنهاية الأسبوع الثامن، يكون حجم الجنين بحجم حبة التوت تقريبًا.
الأسابيع من 9 إلى 12: اكتمال النمو وتطور الحركة لدى الجنين
يبدأ الجنين في اكتساب تفاصيل أكثر دقة في الأسابيع الأخيرة من الثلث الأول، حيث تتشكل أصابع اليدين والقدمين، وتظهر الأظافر، ويبدأ الجنين في ممارسة حركات بسيطة مثل فتح وإغلاق يديه وفمه. يكتمل ايضًا تكوين الجهازين البولي والهضمي ويصبحان قادرين على العمل بكفاءة. بحلول الأسبوع الثاني عشر، يمكن للأطباء الاستماع إلى نبضات قلب الجنين. في هذه المرحلة، تظهر الأعضاء التناسلية للجنين، على الرغم من عدم وضوحها بعد. كما يزداد طول وحجم الجنين في نهاية هذه المرحلة ليصل إلى حجم ثمرة البرقوق.
نصيحة نِفاس
يُعتبر الثلث الأول من الحمل فترة حاسمة تمتلئ بالتغيرات الجسدية والنفسية التي قد تُشعر الأم بالإرهاق أو القلق، لكن فهم هذه التغيرات يساعد على التكيف معها بشكل أفضل. تتضمن نصائح للثلث الأول من الحمل الحصول على قسط كافٍ من الراحة والاستماع لجسدك، فلا تترددي في أخذ فترات راحة إضافية لمواجهة الإرهاق المتزايد.
كما يُنصح بـ التغذية السليمة، حيث يُفضل تناول غذاء متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم نمو الجنين. لا تنسي اتباع إرشادات الطبيب، فالمتابعة الطبية المنتظمة تسهم في رصد أي تغيرات مبكرة وتوفر لك الإرشادات اللازمة لضمان حمل صحي.
إلى جانب ذلك، تذكري أن هذه المرحلة، على الرغم من صعوبتها، إلا أنها تحمل بداية حياة جديدة؛ استعدي للثلثين المقبلين برعاية نفسك والاستماع لجسمك.
الأسئلة الشائعة
إتصل بنا


شارع التحلية، عمارة عبد اللطيف، مقابل مطعم كرم بيروت، الدور الأول، مكتب 101 الرياض، المملكة العربية السعودية
info@nifas.net
عنواننا
تابعنا